Quantcast
Channel: منتديات شبكة الإقلاع ®
Viewing all articles
Browse latest Browse all 28530

إلى صديق قلبي :

$
0
0


كصفاء الدمعة المتوسّمة حكايا الأمس وأقدارنا اليوم جميعها دُوّنت بإسمك؛ فلعل ماتصنعه بقلبي كل ليلة يغفر لك كل غيابك .
أنا لوحةٌ صمّاء رمادية في جدار الأيام, وبيدك الألوان تلوّنها وترسمها كما تشاء, تلك لا تُسّمى إلا الثقة القلبية التي نُسبت منك وإليك, ثقةٌ كفيلة بأن تجعلني أرى من عيبوك محاسنًا للجمال .
كما أنني كُنت على ثقةٍ تامة بأن من يُخطئ مرةً إذًا هو يسير في الطريق الخطأ! لكنني معك وفي كل مرّة أكتشف أنني في الطريق الصائب نحوك .
إنني أضحي بكل ما أملك وبآخر ما أملك لأجل انسانٍ واحد أرى العالم كاملًا فيه وأنت تعلم يقينًا ذلك ..
في كُل ابتهال وبين الخشوع تسرق مني الدعاء؛ حتى أنتهي بيومٍ عُقد لك في ألفِ آمين .
تعلم أن كل ما في هذه الأرض يدعيّ أني أكذب حين أقول لك : أًحبّك . فآثرت إلا أن تُصّدقني, إني أراك في صدري سعادةً, أراك في أوجه العابرين ابتسامة,
في أصدق الكلمات.. في حنوّ الأم وقُرب الأب وعطف الأخ, ومن يرفّ بقلبك يتحرر من قيود الأحزان, تشهد هذه الحياةُ عليّ ما أنكرته .
كُل ما هممت بكتابةِ حرفٍ عنك تراجعت عن ذلك؛ لأنك أثقل من المشاعر عليّ وأخف من حُبّك لي .
كُنت أمنية الطفولة التي بِتُ أرددها حتى الآن, القلب الطيّب الذي أراه في أحلام اليقظة, والحكاية السعيدة التي أبحثُ عنها,
كنت ولا زلت السر الذي رغبت في سماعهِ دائمًا, وكُنت البطل الحقيقيّ الذي تمنيّتُ أن ألتقي به بعد قِصّته المصوّرة .
إن في عينيّ لك ماءٌ لا يهطل إلا صوبك, كما لو أنني الكائن الوحيد الذي يعرف كيف يبكي .
يا صديق الحياة إني أخافُ من تلِك التي تُسمى بالحياة, أخشى أن يخنقني شعوري وأخشى أن أبتلع كلمة "أُحبّك" حتى لا أضطر لقولها مرةً أخرى .
أخشى أن ينكسرَ الفرح الذي بيننا ولا أستطيع أن أراك حُزنًا يتلوّن بقلبي, أخشى أن تغلب القسوة وتدفعها بشكلٍ أرغبه .. إليّ!
أخشى أن تكون ذنبي الكبير الذي لا يُغتفر, أن تكون سبب البؤس الذي لن ينقضي, وسبب اختفاء القُفل الذي على باب غُرفتي .
بالفعل أنت لا تقرأني هُنا ولا حتى هُناك؛ لكني أجد بين نبضات قلبك كُل حرفٍ كتبته ولم أكتبه! أجدك تكسر صمتي بين الصخب, ثم إن بين حُزني وشهقات عزائي أنا وحدي.. لأن حُزني أيضًا معك!
لن تسألني الحياة عما يُخالج قلبي ولن تُعطيني ما طلبتهُ منك.. أنت قادرٌ على تكوين روحي وتمكين نفسي, قادرٌ أن تجمعني بك ولو كُنّا على جُنح غيمة .
حتى لو لفظتني الأيام .. سأكون معك في أحلامك. الأحلام التي لا تموت ما دُمت حيّة,
حتى بعد موتي أنا معك أستغفر لك من الدنيا ثم أدعوك لنمكث معًا على سُرر سعادة وكراسي أمنية مُتقابلين راضين مرضيّ عنّا بإذن الله ..
لو سُرق صوتي واختفى سأظلّ ادعو لك, حتى لو جُفّت مشاعري ستظل مُبتغاي ومرادي.. لا شيء يستطيع أن يمنعني أو يقِف أمامي إلا القدر الذي سأُحبه ليجمعني بك .
في صخب الحياة أنا الوحيد الذي يسمعك, بين أكوام الكُتب الوحيد الذي يقرأك,
تعلم يقينًا واضحًا بأني لا أُبالي في مدى بذخ الأيام أم في شِدة بُهتِها؛ إن لم تكُن ظلي ..
لا أُبالي في شهيق الصدر وزفيره؛ إن لم تكُن هوائي ..
لا أُبالي في طريق سعي أو مُفترق حياة؛ إن لم تكن وِجهتي ..
لا أُبالي في بيتٍ صغيرٍ ضيّق لا توجد به نوافذ، خالي الأبواب؛ إن لم تكُن مفتاحه ..
أنا حين أُعطيك قلبي بابتساماته أدعوك لممارسة الحياةِ معي، لا لأن أُحمّلك أفضالي عليك
حين أختم لك رسالتي بـ"أُحبّك" لأُخبرك بوجودي بجانبك؛ لا لأن ترُد لي أضعاف حُبي .
وحين أخافُ عليك من نسمات الهواء، لأجعل الأمان يستوطن في قلبك؛ لا لأن أجعل لنفسي قصةَ عِشق .
جاوزتَ حُزن فتاةٍ كانت تشتري الموت بأغلى ثمن، والآن أصبحت لا تريد التنفس إلا بك,
قفزتَ عن منابع خوفها حين كانت تضع يدها على قلبها كُل ليلة والآن أصبحت غريقةَ الأمان بك .
حين أكتبُ شيئًا ما فأنا أعنيك، حين أفرح فأنا أتقاسم معك سعادتي، حين أتكلم فأنا أتقمّصُ نبرتك وحين أتذكرك أرسم على الهواء اسمك .
علّمتني كيف أكتب الرسائل وأُجمِّلها بدمعتي وشرائط الحنين من صدري, علّمتني كيف أخوض تجربة الفرح وكانت شهادتي صوتك .
علّمتني الأحرف الأبجدية من جديد وهي تتشكّل جميعها على هيئة قلبك الذي أريد علّمتني ياشاعري تجارة النسيان وربحتُ فيها ثم خرجتُ بمالٍ دائمٍ مادُمت معي .
ثم تختفي كالبرق كل ليلةٍ من أنظار عينيّ! لأبدو أنا كالطفل الذي نسي كيف يبقى على قيد الحياة .
أبكي من فرط حُزن الحياة في صدري, تكسرني هذه المسافة الصمّاء بيننا لا أشجار وصل ولا أنهار لقاء .
المرض يأخذني منك ولم يعتد حتى على حضوري الجافّ.. أنا خشبةٌ مكسورة حين أغّني و ورقةُ صفراء حينما أكتب؛
فكل مايخرج مني بالي وخالي من بذخ العاشقين وبطولاتهم, بدورك حاولت أن تكون الظل القائم على كل يأسٍ ينمو فلم تستطِع,
حاولت أن تكون الأم لأبناء سعادتي وحاولت أن تكون الأب الرادع لأولاد حُزني, حاولت أن تغلِب الدُنيا وغلبتك!
مممم.. أشكر لك قلبك الذي ابيّض انعكاسًا للوخز في صدري, أشكر لك حياتك التي اتسّمت صلابةً انعكاسًا للصبر بين عروقي .
أذكرُ أني عهدت على نفسي أن أكسر صمتي وأتحدث لك بكل أسى وفرح, بكُل سِعةٍ وحزن .
أخفيتُ مشاعر الجميع عني لأبقى بجانبك, تركتُ ظِل السعادة التي صنعها لي أحدهم لأعيش تحت لهيب شمسك الذي يومًا .. أحببتُه!
لم تكُن تعلم أن الطائر الذي بقلبي مخدوش, مكسور الجناحان وأبكم, أرسلتهُ للحياة وعادَ إليّ ميتًا مخذولًا يحملُ إليّ ذنوب الـ " لا بشر" ..
ثم أتممتُ حياتي أنا كأُنثى ظُلمت بُحب وخُدشت بقريب وجُرِحت من أعزِّ صديق .
وكميّة الماء المُنهمِر من تِلك الجوهرتين الباهته لم تكفي لتُطفئ نيران الماضي, لم تُضّمِد الكدمات التي تشوّه الجزء الأيسر من جسدي المتهاوي .
في الحقيقة لستُ وحدي .. حولي آلام الدُنيا ويلُّفني الفقد من كل جانب .
أنا لم أكن يومًا أتعمدُ الإنفراد بنفسي؛ لكنَّ عدوى الحُزن تشيّ بي والطريق الذي رسمتهُ للعالم ظالمٌ لكل شفاهٍ تبتسم يومًا للقدر .
أنا لا أُحبّك.. أنا مُتيّقنة بأني أحملك بداخلي أينما توجّهت,
في غيابك أحاول أن أكون الأم الصابر التي لا تتفائل على ابنها الوحيد إلا خيرًا, في حضورك أنا الصديقة التي تحاول أن تزرعك بياضًا يروي الأرض ويكفيها لأنك تستحق ذلك .
لستُ بحاجةٍ إلى مدائن عِشق, أُريد منك حماية هذا القلب الذي أحبّك, لا تدعه مكسورًا كما جاءك في أول مره, لا تتركهُ يتيم الفرح كما طرق حياتك في أول كلمة .
صِدقًا إني أرى الحياة ونعيمها بين عينيك, إنني في هناء لا يُعرف مداه وفي انشراحٍ لا يجفّ بحره مادام أنك - شعوريًّا- بجانبي دائمًا .
بجانبي لكنك معها تعيش؛ قُلت لي بأنك تريدني أنا لكنّ القدر أرادك أنت فأخذك ليلةً بيضاء إليها!
لن تضيق السماء بي ولن أسمح لدمعتي بأن تخرج حارقةً لكل ما تمرّ به.. بما فيها قلبي .
أنا "بصبر لو هي ألفين عام*" في إنتظارك دومًا, ستجدُني اليد التي تشدُّ على يدك حينما تحتاجُها, ستجدُني الابتسامة التي ترتسِم على شفتيك إن خذلتك أفراح الدُنيا,
ستجدُني الصدر الرحِب الذي يسعك ويسع تفاصيلك إن اعتلت حياتك مدارِك الضيق .
يا صاحب الروح التي لا تستقيم إلا على اعوجاجك ..
يا رفيق الدرب الذي لا يُنير إلا بلمحةٍ من عينيك ..
يا صديق الحياة التي لن أعيشها إلا وأنا قريبةً حدّ أن ألمس قلبك ..
إلى الوفيّ الذي زرع فيني يقين العودة, أنا الآن بحاجتك.. بحاجةٍ لأن تُعيد لي ضوء عينيك؛ كي أسير وفرحتي قد صارت بين يديّ .
كُل ليلةٍ يجتاح صدري شوقٌ عقيم, آتي لأبحث عنك ولا أجدك إلا دمعةً تتهادى من قلبي وتُحرقه, حتى إذا ما أشرق الصباح أكون قد غيّبتُ نفسي عن الحياة وضممتُ طيفك .. ونِمت!
بينهنّ كُنت أبكي سِرًا.. ثم أبكي بصوتٍ يسمعه الجميع إلاك يا للبوس!
لو تعلم الآف الزيارات التي قُمت بها في الدقيقةِ الواحدة لأطمئن عليك, بين هذه الآلاف كانت تتوقّف الدُنيا عن دورانها لحظةً وتترك مهمة الشهيق والزفير لك .
لا أريد أن أفقدك يا وطن, لا أريد تذوّق مرارة حُزنك ولا أريد نسيانك ..
ياحياةً بها تمنيّت وجئت أنت أغلى الأُمنيات, حلُمت وجئت مُتممًا لكل الأحلام؛ فأنتَ لم تكن بشرًا قطّ!
كُنت أملي الذي أحيا به, كُنت أمنيتي التي إنتهتُ منذُ التقيتُ عينيك, كُنت وطني الذي ماكُنت يومًا لأغترب عنه وكُنت صديقي الذي فقدتهُ بين رُكام الأحجار ذات صباح..
كُنت شقيقتي التي لم أشعر بوجودها حتى الآن, كُنت الأب الذي يروي قلب ابنته حنانًا باذخا وكُنت الأم التي كادت تُشبه أمي بخوفها عليّ وتوبيخها ثم ما تلبثَ إلا أن تبتسم لي ابتسامة الرِضا ..
أتعلم لم أكن لأقف شوكةً في حلق أيامك ولا لأكون نغمًا حزينًا لصوتك, أنت وحدك تعلم كيف أني الآن أفتقدك بشكلٍ لم يستوعبه مُمّجدين الحروف .
أفتقد صِدق سؤالك عن حالي, أفتقد تِلك الليالي الباردة وكيف أنك جعلتها الأدفء في لحظات عُمري وأفتقدُ لمعان أعيُننا حينما التقتا على عرش روحانيّة .
أُحب الحديث عنك بين صديقاتي؛ رغم أني أجد السخرية منهن وتكرارهن لجملة :" كيف أني أحببتُ رجلًا ثلاثينيًا!" ..
هُنّ لم يعلمن أنك بهذه الثلاثين زرعت فيّ شيئًا جلل لن يذبل قط, سكبت بصدري مشاعر كثيرة, كثيرة جدًا لن تنضبّ حتى وإن افترقنا .
ها أنا أمسح على قلبي جُرحه وأُردد "هو ليس لكِ" .. بكُل حنانك وعطفك, بكُل حُبك وقُربك, بكُل نسمات لُطفك وربيع كلماتك لستَ لي .

ودّعتك الله يالرفيق الموالي
ودّعتك وكلي رجا وآمال
إنه يعوضني باوسع أموالي
آحاد قلبٍ دفنها ضايق البال
سمعت حزنك يا اجمل منالي
ليلة اجيلك تارك القيل والقال
واليوم ابتعد بدمعٍ قبالي
وأمسيت اردد ماتزين ياحال؟!


كُتب ونُسّق على عجالة, التمسوا لي العذر*

Viewing all articles
Browse latest Browse all 28530

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>