,
اليوم أعادت لي الذكريات فتح كتابٍ قديم
كتاب قد تراكم عليه الغبار منذ ستة أعوام
موضوعه اخذ حقه من الضجه والأنتشار
ولكن سرعان ماخمدت تلك المتبادلات ،
واليوم قابلت فتاة بالصدفه تدعى : إيمان ،
وتفاجئت ب أنها أصغر ناجية من
(عَبارة السلام !!!)
لم أقاوم موضوعا كهذا
وبدأت أطرح عليها الأسئله
متى وكيف وماذا وأين !
ف بدأ الحديث يجول بنا قائلة :
كنت حينها أبلغ من العمر 12 ربيعا
كان هدفنا زيارة مصر للسياحة
أنا وأمي وأختي الكبيره وزوجها وأبنها وأختي الصغيره
كان يوم الخميس ليلة الجمعه 2 فبراير 2006
حل الليل ، وأخبرونا بَ أن هناك حريق في كبينه
وأمرونا بالتوجه إلى السطح وكانت الساعه 10
فتجمع كل من في الباخرة في السطح ,
وهناك ضعت أنا وأختي الكبيرة عن أمي بين الناس
بدا لنا أن الوضع ليس بِ خطير وكنا مطمئنين
ورأينا قارباً صغير قد ابحر مبتعداً عنا ,
علمنا فيما بعد أنه المسمى بالقبطان وأعوانه
وبعدها بِ ساعه بدأنا نشعر ب أن الباخرة تميل
وحينها شعرنا بالخطر، واستمرت في الميلان كعقرب الساعه
لا نشعر بها ولكن بين الحين والأخر ننتبه بأنها تميل
حتى الساعة 2 والنصف لم تتوقف عن الميلان حينها
بل انقلبت في أقل من ثانية , وتشبثت بأختي وتشبثت هي الأخرى بيّ
وماهي الا ثواني واختفت تفاصيلها في تلك المياه الجائعه !
وجدت نفسي فوق الماء، أسمع صراخ الناس
وبعضهم يطلب النجده وأخر يحاول التشبث بشعري الطويل ،
وأختي كانت بجانبي وكنا نحاول النجاة بالسباحة
ما أن كانت عيني تنظر لأسفل في داخل ذاك البحر الرهيب
كنت أرى أضواء الباخرة وأضواء الشاحنات التي سقطت
منها بعيدة عني ولكن بيني وبينها أرى :
جثث هامدة في باطن الماء تعوم ..
وبعضها أجزاء من جسد، ف أسماك القرش وجدت مبتغاها
والبعض الأخر اجساد ولكن احترقت قبل أن تغرق،
ومرت ساعة، والصمت هو السائد لكي لا يكون أحدنا
وجبة ل احدى القروش أو ذاك الحوت الكبير تحتنا
وفترة , حتى طفحت احد قوارب النجاة التي لم نكن نعلم عنها ,
فَ ركبنا وكان فيها الكثير منا، وطفح الأخر وركبه أخرون
حتى طفحت ستة قوارب نجاة , في كل واحد مالا يزيد عن سبعة أشخاص ,
ومر ذاك الليل المفجع البارد وطلع النهار وذهب النهار
وعاد الليل وذهب الليل وعاد النهار،
يومان بلا غطاء بلا ماء بلا طعام بلا شئ
مرت علينا مروحيات لكن أعتقد أنهم كانوا "يتجاهلوننا"
وأخيراً في اليوم الثاني رأينا الحياة بعدما عشنا الموت
وقفت لنا عبارة نقل بضائع باكستانيه
اخذونا وأطعمونا ونومونا حتى وصلنا ميناء الغردقه بمصر
عندها ذهبوا بنا إلى المستشفيات ومن ثم الفنادق
وكل هذا يحدث ولسنا ندري أين أمي ! ولا أختي
ولا زوج أختي وابنها !!
وبدأ الإعلان يتبادل الأخبار وذهبت فرق البحث لنفس المكان
وبدأ اعلان اسماء الجثث التي عثروا عليها على فترات !
زوج أختي وأختي الصغيره وجدوا جثثهم
ولكن ! أمي وابن أختي حتى يومنا هذا الله أعلم ب مكانهم !
لا أدري إذا ما كانوا مع من إحترق , أم من غرق ! أم من إلتهمته الجائعات ..
وتقول وجدت نفسي أكتب هذه الأبيات عن الحادثه :
ودي أصرخ بس أصغوا باهتمام
ودي أحكي سالفة حزني الأخير
ماصدق من قال عبارة سلام
السلام أرقى محطات المصير
من بدت نيرانها وسط الظلام
ماضبطها شخص ملعون وحقير
ساعة الموقف يشيب بها الغلام
والشعور يحسسك بأنه خطير
ابتدا طاري الحزن بين العسام
واحضنتنا غبة البحر الغزير
مانسيتك يالغلا يا أم اللثام
يالعزيزه صورتك بالقلب غير
وبيننا من ماعبر سن الفطام
وافتقد لاحضان صاحبة الضمير
الفنا مكتوب ولله الدوام
والمنايا ادمت القلب الكسير
من نجى ياصل لتحقيق المرام
ومن توفى عند مولاه القدير
أي عبارة سلام وأي سلام ذاك الذي يأخذني من بين أحضان أمي ؟
وتزهر وجنتي bp039